الأحد، 23 مايو 2010

دور الفن في تكوين شخصية الطفل

الفن مؤسسة تربوية
الفن بكل صورة هو وسيلة من وسائل التعبير عن الذات وباختلاف كل انسان منا تختلف طريقة تعبيرة عن نفسة من خلال ممارستة للفنون المختلفة
وان كان الطفل هو الأكثر احتياجا للتعبير عن نفسه من خلال الفنون المختلفه خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة حيث لا يكون قادرا على التعبير اللفظي بشكل كامل وواضح مما يجعل في ممارستة لتلك الفنون نوع من انواع التعبير غير المباشر عن  المشاعر والأنفعالات التي لا تؤهلهم قدراتهم اللغوية من التعبير عنها
لذا فإن ممارسة تلك الفنون في مراحل مبكرة وسيلة فعالة لفهم مكنونات الطفل ومشاعرة مما يمكننا من التواصل معه ومن خلال ممارسة الطفل لتلك الفنون نصل الى الجزء الغير مفهوم من سلوكه ونتعرف على ميوله واتجاهاته
المسرح والطفل
الطفل انسان خام وخياله واسع وذهنه متأهب للتخزين والتلقي والمسرح بشكل عام ومسرح العرائس بشكل خاص يمثل مرحلة من نمو الخيال حيث يتعامل الطفل مع الدمى على انها اشخاص حقيقية من الممكن ان يتقبل منها القيم والاتجاهات والمعلومات المختلفة بشكل افضل من غيرها من الوسائل
وهذا ما اكد عليه استاذ علم النفس التربوي د.سليمان الخضري بكلية التربية جامعة عين شمس
واضاف ان ممارسة الطفل للموسيقى ايضا تغني الادراك الفني لدى الطفل وتؤثر بشكل كبير على الجانب الوجداني والانفعالي لديه
اضافة الى تنمية الذاكرة السمعية لديه والقدره على الأبتكار ومن خلالها يمكن نقل التراث الثقافي والفني للطفل بشكل محبب ومبسط
العلاج بالرسم
واضاف الدكتور سليمان الخضري ان ممارسة الطفل لفن الرسم بغض النظر عن اجادتة من عدمه يكشف عن نوع المشكلات التي يعاني منها الطفل من خلال ملاحظة مايرسمه ومايعنيه منه ونوع الخطوط والالوان المستخدمه في الرسم
اللعب نوع من الفن
تأكد الدكتورة تهاني محمد عثمان استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس
ان مسرح العرائس يطلق العنان لخيال الطفل من خلال الدميه المحببه لكل الأطفال هذا بالإضافه الى ان لعب الطفل مع الدميه وتفاعله معها على انها شخص حقيقي نوع من انواع الفن حيث ان الطفل يتقمص الدور الذي يشاء ويجعل الدمية تنطق بلسانه ومن خلال ملاحظة تفاعله معها نعرف مدى قدرته على التفاعل الإجتماعي ويظهر لنا من سلوكه اذا كان هناك ميل للعنف من عدمه ومن الممكن تعديل هذا السلوك من خلال شخصنة الدميه وجعلها تتحدث الى الطفل وتسدي النصح له وتوجهه
الموسيقى والتعلم
اثبتت الدراسات الحديثة ان بعض انماط الموسيقى مثل (موزارت)اثر ايجابي على عمل الدماغ لاسيما من ناحية تحسيين الذاكرة والقدرة على التعلم ويعود ذلك على مايبدوالى ان هذه الأنماط من الموسيقى تحفز عمل طرفي الدماغ الأيسر والأيمن من الدماغ مما يعزز القدرة على التعلم وحفظ المعلومات
وتأكيدا على ذلك تشير الدكتورة تهاني محمد عثمان الى ان تأثير الموسيقى على الطفل يبدأمن مرحلة تكونه كجنين في بطن أمه ويزداد تأثرة بها خاصة إذا كانت في شكل ألحان مغناة وفيها رتم جميل و محبب
ومن خلال ممارسة الطفل للموسيقى من خلال الأداء الغنائي او العزف على أحد الألات الموسيقية نوع من أنواع التنفيث الإجتماعي الذي يساعدة على التخلص من الأنفعالات السلبية ويمكنه من التعبير عن نفسه
ومن ممكن أن تسهم تلك الفنون في تحبيب الطفل في المدرسة من خلال ممارسة نوع الفن الذي يحبه فيها
ومما لاشك فيه ان الموسيقى لها تأثيركبير في معالجة القلق والأكتئاب عند الطفل
وهذا ما أكدته الدراسات حيث ان الشعور بالكآبه يرجع الى تقليل النشاط العقلي بسبب نقص الناقلات العصبية التي تؤدي الى تراجع (سيراتونين)مما يسبب الشعور بالأكتئاب
بينما تعمل الموسيقى الهادئه على زيادة مستويات سيراتونين في الدماغ وبالتالي التخفيف من الكآبة
الرقص فن الثقة
وتضيف د.تهاني  أن الأداء الحركي (الرقص)نوع من الفنون التي تنمي الثقة بالنفس ويبدأالطفل بأداءة بشكل تلقائي في سن صغيرة في صورة تمايل على أنغام الموسيقى وبتشجيعة ننمي عنده ثقته بنفسه
هذا بالإضافة الى ماتقدمه ممارسة تلك الفنون من تنميه لشخصية الطفل وتقوية الجانب الإجتماعي لديه
الفنون مؤسسات تربوية
وعن دور الأسرة تقول الدكتوره أمال محمد حسن استاذ اصول التربية بكلية البنات جامعة عين شمس يجب ان تكون الأسرة على وعي كافي بأهمية الفنون وتأثيرها على تنمية شعور الطفل ووجدانيته من خلال التنشئة الإجتماعية
وان تعطي الأسرة جزء من وقتها لتنمية الجانب الوجداني عند الطفل مع الإقتناع أن الجانب الوجداني جزء لايتجزأمن جوانب المنظومة التعليميه
لأن عدم الإهتمام بالجانب الوجداني المتمثل في الفنون كجزء من المنظومه التعليميه يجعل من العنف ظاهره في مدارسنا
لأن الفن بكل صورة وسيلة لإخراج الشحنه الإنفعاليه بشكل ايجابي يعطينا ابداع ومبدعين.
التربية من اجل الإبداع
وتضيف د.امال أن المجتمع  الذي لا يولي للفن أهمية يكون الإبداع فيه قليل ولهذا لا بد ان نعطي للطفل الثقه ليبدع ويبتكر وان نعمل على تنمية الجانب الوجداني لديه لأن عدم تنميته ينتج عنه شعور بالضيق والكآبه
لأن الفن جزء لا يتجزأ من عملية التربيه فكما نهتم بالجانب المعرفي والمهاري علينا ان نولي اهمية للجانب الوجداني حتى لا نحيل حياة الطفل الى الجمود والجفاف فالفنون تعد غذاء لروحه
لهذا فوعي الأسرة بأهمية الجانب الوجداني وتخصيصهم مساحة من الوقت لأطفالهم لتنميته من خلال الفنون المختلفه  في المقام الأول
وتبدأالتنمية الوجدانية للطفل كما ذكر فلاسفة الطبيعه من خلال تأمل الطبيعه واستشعار العين للجمال والتناسق في آلوانها
فالطفل الذي يعتاد على الجمال يستثيره المنظر القبيح
ويجب ان يكون دور المدرسه مكمل لدور الأسرة من خلال تعدد الأنشطة اللاصفيه لكي يعرف الطفل ميولة وتكتشف موهبته فلا يوجد نوع واحد نقيس عليه التميز  والذكاء بل هناك جانب يميز كل طفل عن الآخر
ويبقى للأسرة الدور الأكبر في تنمية موهبة الطفل
هذا بالإضافة الى الدور الذي تقوم به المهرجانات والمسابقات الخاصه بالأطفال والتي تعد من اساليب رعاية الإبداع
فاليوم التربية أصبحت من أجل الإبداع والإبتكار والتميز وهذه إحدى أهم مفاهيم التربية الحديثه.
شيماء أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق