ترددت كثيرا قبل أن أكتب أولى كلماتي وساورني شعور قوي بعجز القلم عن التعبير عما حدث ..الحدث بعظمته وقوة تأثيرة أكثر بلاغه من كل ما يمكن أن يقال ..
نعم ثورة 25 يناير بأحداثها الغنية ودروسها وقيمها تعبر عن نفسها بصورة تفوق قدرة أي كاتب على الرصد والتحليل ..
صور حفرت في الذاكرة لا تملك أمامها إلا الإنبهار في صمت لقدرة جيل لطالما أتهمه الأساتذة الكبار الذين يعتلون المنصات دوما بأنه جيل بلا أحلام ..جيل سطحي ..جيل عاجز ..ليأتي الخامس والعشرون من يناير بأبلغ رد على كل الإتهامات بفعل أقوى من أي رد لشباب يحلم ويؤمن بأن لأحلامه مكان على أرض الواقع إيمان دفعه للنداء بأعلى صوته بأن هذا الوطن وطني وأن الحريه والكرامه والعداله حقي الذي لن أتنازل عنه..
شباب لم يرضى بالفتات ولم تخدعه الوعود فلقد كان عازما على التغيير الجذري الحقيقي للوطن ..خرج شباب مصر يحملون أحلامهم فقوبلوا بالرصاص..جمعوا صفوفهم عبر الإنترنت فواجهتهم الجمال والخيل ..
شباب أستمع العالم لصوته الصادق عبر فضاء حر وبمنطقه العقلاني أجبر العالم على إحترامه ونظام أودى بنفسه إلى الهاويه بتعاليه وهمجيته وغبائه الإعلامي المنقطع النظير
كم شعرت بالمراره وأنا أتابع الإعلام المصري الذي كان يقدم نوعا فريدا من الكوميديا السوداء في ذروة إشتعال الثورة
فتح أبواقا لمن يبرهن على أن ميدان التحرير للإخوان لأنه شاهد شبابا يصلون وكأن الصلاة أصبحت حكرا على الإخوان وحدهم..
وتاره يتحفنا بمن يدعي أن الميدان يضم عملاء أجانب ودليله"بيتكلموا إنجلش كويس أوي" على حد تعبيرة والكنتاكي والأجندات الأجنبيه وغيرها من المهازل التي لا تحترم عقول أطفال في كجي تو ..
ونصل لقمة الإستفزاز لليوم الذي كان الشباب يفترشون ميدان التحرير في عز الليل القارس البروده ويواجهون رصاص القناصه بينما التلفزيون المصري يعرض فيلما تسجيليا لحافظ الأسد ولتولي بشار الأسد للحكم من بعده..وعن ما تشهده سوريا من تطور وديموقراطيه في عهده ..ولعل الثوره التي تشهدها سوريا الأن أبلغ رد على هذا الفيلم الذي كان يحمل رساله من النظام المصري الذي كان يصر بإعلامه الغبي على أن يقول لنا أخبطوا رؤوسكم في الجدار وسنفعل مانريد ..
ولكنه هو من إصطدم بجدار من الغباء الإعلامي ..سقط النظام أو للدقه سقط رأس النظام ومازال أمامنا الكثير لنطهر هذا الوطن..
الوطن الذي أثبت شبابه أنهم جيل يعرف كيف يحلم ويؤمن بحلمه ويعمل بجد ولا يبخل بدمه ليجعل من حلمه حقيقه
رأينا في الميدان أبلغ رد عن كذبه توصم الشباب المصري بالتعصب الديني لأساتذة يحضرون دوما إلى المؤتمرات بشعارتهم وأفكارهم القديمه التي لم تحدث منذ أمد بعيد أساتذه يملكون الميكرفون لهذا لا يستمعون إلا لأنفسهم لأن أي صوت شبابي مهما علا سيضيع أمام ميكرفون يعتلي المنصه..
تعلمنا من الميدان أن المستحيل لا وجود له.تعلمنا ألا نرضى بالفتات وألا نتنازل عن حقوقنا تعلمنا المحبه تعلمنا أن نحترم عقولنا وألا نصدق إلا من يحترم عقولنا عرفنا طعم الحديث من منطق قوة رأينا في الميدان المعدن الحقيقي للمصريين
تجربه فريده إنطلقت شرارتها في تونس وأشتعلت في مصر .لكن ثورة مصر الفريده بكل ما فيها أشعلت الثورات تباعا في الوطن العربي .
خرج الشباب العربي يبحثون عن ميدان التحرير في أوطانهم ليجعلوا لأحلامهم مكان على أرض الواقع ..شباب فرقتهم أنظمه ديكتاتوريه جثمت على أنفاسهم لعقود وجمعهم ميدان التحرير والإيمان بأن للحلم مكان على أرض الوطن
شيماء أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق