‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 5 يناير 2016

طلاء البهلوان






 هذا الضوء الباهت المنبعث من ذلك الشئ،بدأ يشكل سحابة فوق عيني،أرى كل ما حولي ضبابيا.مع كل هذه الضغطات على مفاتيحة أصاب الألم أصابعي،أظن لو كنت عازفة بيانو ما كانت أصابعي تؤلمني بهذا القدر.. لاشئ فقط الشرود في اللاشئ ،بلا حراك،بلا تفكير..إستراتيجية موت مؤقت ،لحظة بلاحياة..هروب..أسوأ عاداتي..الهروب..أهرب عمدا عن وعي،اهرب بكامل ارادتي الى اللاشئ،ثم الوم نفسي،على صمتي وجمودي.. قلبي لا يجيد تلك الألعاب البهلوانية ،أنهم حقا يثيرون الضحك وهم يمارسون تلك الطقوس المختلقة لإعلان الحب... هل الحب بحاجة لإعلان..تلك الإعلانات المضيئة ،تلك اللافتات الرخيصة،للإعلان عن السلع من المنتجات والبشر،هل انضم الحب ايضا لقائمة الإعلانات،هم يروجون الوهم ونحن نشترية بطيب خاطر،هل يمكن ان نقبل بحب يحاكي الوهم،هل نعلق قلوبنا في طرفة ونستسلم لتحليقة بنا بين السحاب ،تحركنا نسمات الهواء كريشة خفيفة،لنصحو على سقوط مروع،هل يتبقى منا شيئا بعد هذا السقوط،أشلاء متناثرة،متناهية الصغر غير مرئية،لذا تدهسها الأقدام في رحلات السير الإعتيادية ضمن الحياة اليومية،من سيقف ليلاحظ اين موضع قدمية في كل خطوة وهو يخطو في اليوم الف خطوة،وحدها تلك القطة الشريدة خطفت تلك القطعة الصغيرة من بين الأشلاء،جرت بها لركن قصي،تشممت الرائحة ،ثم تراجعت للخلف،حفرت حفرة صغيرة حملتها بفمها ثم القتها في الحفرة واهالت عليها التراب،االقطة المسكينة ادركت ان بقايا القلب المكسور لا تصلح كوجبة ،أنها تصلح للتراب فقط.. هي لم تنس ان تضع تلك الصورة لقلبها المكسور في تلك اللوحة الإعلانية ،وتضيف أشعر بالحزن.. ولم يدخر هو وسعا فأبدى إعجابه بالحالة،وعلق : حبيبتي كيف تحزنين وأنا هنا أحبك يا اغلى ما عندي حصد ما كتبه نصيب الأسد من علامات الإعجاب.. قامت الفتيات بأخذ صورة لما كتب..وأضافوا الحب االحقيقي.. المراهقات والبائسات ..اطلقوا تنهيدة حارة : في اي كوكب يوجد مثل هذا الرجل.. فشلت المسكينة في حشد التعاطف لكن صندوق بريدها الخاص إمتلأ برسائل الصيادين ،أصحاب هواية مداوة القلوب المكسورة.. كتبت عذرا سأغلق حسابي لأني تعبت من الناس واريد ان اكون وحدي.. بادر الجميع بالتوسل للبائسة ألا تفعل..قررت ان تتراجع عن قرارها من أجلهم..هكذا قالت وفي اليوم التالي كتبت: أشعر بالمرض رد عليها: أنا دوائك حبيبتي،ليتني استطيع أن أتعب بدلا عنك.. مرة آخرى سحب بساط التعاطف وأصبح حلما للباحثات عن الحب. أغلق جهازه..وأدار جهاز التليفزيون...كانت تسعل بشدة .. قال لها اذهبي لتأخذي دوائك ،ستأتين لنا بالمرض جراء سعالك.. قبل أن تغلق جهازها،كتبت ردا عليه أنت اروع حبيب في الدنيا ثم أغلقت الجهاز.. ادركت انها اصبحت بهلوانا بإقتدار ،بهلوانا يضحك على نفسة ليحظى بالتصفيق..بهلوانا لم تعني إبتسامتة التي رسمها بالطلاء أنه حقا سعيد..


                                                                                                                             شيماء أحمد

الأحد، 23 مايو 2010

أنا اللوحة


دقات عقارب الساعة تدق في أذني كوقع خطوات ثقيلة توخز جفني بقسوه وترفعهما الى الأعلى لأحدق في سقف الحجرة بعينان جاحظتان أصابهما الاعياء من تكرار محاولاتي الفاشلة في الخلود الى النوم لا بد أن أنام جيدا قبل موعد الغد … اضجعت على جنبي ربما أستطيع النوم…. لوحاتي على الحائط تغرقني في الأفكار والذكريات…………. أذكر يوم أشتريت تلك اللوحة كنت عائدة من الكلية الى المنزل مع احدى صديقاتي وعلى بعد خطوات من بوابة الكليه لمحتها بطرف عيني فعدت خطوتين الى الوراء وتسمرت امامها ……. نظرت الى وجه الفتاه في اللوحه وقد احاطته الغيوم والأشجار التي تساقطت أوراقها وفي أسفلها تعدو الخيول في وسط الرياح…..لا أعلم لماذا أنجذبت اليها هكذا وشعرت كأنها جزء من روحي
سألت عن ثمنها ولم يكن معي مايكفي من نقود………….
تحركت بخطى متثاقلة خطوتين الى الأمام وما أن فعلت حتى شعرت كأني أم على وشك ان تترك طفلها ملقى على الرصيف ………..لم احتمل أن لا تكون اللوحة لي واقترضت المبلغ من صديقتي…
وهاهي اللوحة تزين حائط غرفتي عندما سألتني أمي ماالذي أعجبك فيها أخذت أفكروأفكر…وأفكر .. ثم قلت لها :أعجبت بصورتي.. فضحكت فوجه فتاة اللوحة لا يشبهني في كل الأحوال ……………………..ولكن أنا اللوحة …!
كنت اعلم أني هي وها أنا مرتبطة بميعاد قد يجعلني أنفض الغيوم لتورق الأشجار وأسابق الخيول …..ولكني عاجزة عن النوم.. لن أكون بأفضل حال عند قدوم الميعاد
يجب أن أكون على قدر عال من اليقظه لن تكون الأسئلة سهله فهو يتحلى بكثير من الثقافة والوعي
لا اريد ان يؤثر النوم في صفاء ذهني …لا بد ان ارتب افكاري كي لا أبدو أمامه كفتاه سطحيه مدعيه
نور الفجر يتسلل عبر نافذة غرفتي ……..أحب نسيم الفجر
فتحت النافذة لأملئ صدري منه …………….وتعلقت عيني بصفحة النيل الممتدة أمامي ومن خلفها المزارع الخضراء التي بدأت يد القبح تعبث بها بغابات أسمنتيه متراصة تؤلم العين وتسرق من النيل بعض سحره…
بماذا أفكر ؟!!!!!………..الأن لا بد أن أنام لموعد الغد
الغد! …لقد صرنا في الغد
سأريح جسدي على السرير لقليل من الوقت قبل ميعادي ………….يغالبني النعاس………
صوت المنبه يزعجني …رفعت يدي وأغلقته…….. لا مزيد من الرنين
أمي تنادي :ميعادك
لن أذهب للميعاد….لا أستطيع…..لم أتمكن من النوم طوال الليل ……..سأنام………
وأطبقت عيني وفيهما تنعكس لوحتي ………..نمت وغرقت في الغيوم وحلمت بأشجار بلا أوراق…….ولم أذهب لميعادي وسبقتني كل الخيول….
شيماء أحمد