هذا الضوء الباهت المنبعث من ذلك الشئ،بدأ يشكل سحابة فوق عيني،أرى كل ما حولي ضبابيا.مع كل هذه الضغطات على مفاتيحة أصاب الألم أصابعي،أظن لو كنت عازفة بيانو ما كانت أصابعي تؤلمني بهذا القدر.. لاشئ فقط الشرود في اللاشئ ،بلا حراك،بلا تفكير..إستراتيجية موت مؤقت ،لحظة بلاحياة..هروب..أسوأ عاداتي..الهروب..أهرب عمدا عن وعي،اهرب بكامل ارادتي الى اللاشئ،ثم الوم نفسي،على صمتي وجمودي.. قلبي لا يجيد تلك الألعاب البهلوانية ،أنهم حقا يثيرون الضحك وهم يمارسون تلك الطقوس المختلقة لإعلان الحب... هل الحب بحاجة لإعلان..تلك الإعلانات المضيئة ،تلك اللافتات الرخيصة،للإعلان عن السلع من المنتجات والبشر،هل انضم الحب ايضا لقائمة الإعلانات،هم يروجون الوهم ونحن نشترية بطيب خاطر،هل يمكن ان نقبل بحب يحاكي الوهم،هل نعلق قلوبنا في طرفة ونستسلم لتحليقة بنا بين السحاب ،تحركنا نسمات الهواء كريشة خفيفة،لنصحو على سقوط مروع،هل يتبقى منا شيئا بعد هذا السقوط،أشلاء متناثرة،متناهية الصغر غير مرئية،لذا تدهسها الأقدام في رحلات السير الإعتيادية ضمن الحياة اليومية،من سيقف ليلاحظ اين موضع قدمية في كل خطوة وهو يخطو في اليوم الف خطوة،وحدها تلك القطة الشريدة خطفت تلك القطعة الصغيرة من بين الأشلاء،جرت بها لركن قصي،تشممت الرائحة ،ثم تراجعت للخلف،حفرت حفرة صغيرة حملتها بفمها ثم القتها في الحفرة واهالت عليها التراب،االقطة المسكينة ادركت ان بقايا القلب المكسور لا تصلح كوجبة ،أنها تصلح للتراب فقط.. هي لم تنس ان تضع تلك الصورة لقلبها المكسور في تلك اللوحة الإعلانية ،وتضيف أشعر بالحزن.. ولم يدخر هو وسعا فأبدى إعجابه بالحالة،وعلق : حبيبتي كيف تحزنين وأنا هنا أحبك يا اغلى ما عندي حصد ما كتبه نصيب الأسد من علامات الإعجاب.. قامت الفتيات بأخذ صورة لما كتب..وأضافوا الحب االحقيقي.. المراهقات والبائسات ..اطلقوا تنهيدة حارة : في اي كوكب يوجد مثل هذا الرجل.. فشلت المسكينة في حشد التعاطف لكن صندوق بريدها الخاص إمتلأ برسائل الصيادين ،أصحاب هواية مداوة القلوب المكسورة.. كتبت عذرا سأغلق حسابي لأني تعبت من الناس واريد ان اكون وحدي.. بادر الجميع بالتوسل للبائسة ألا تفعل..قررت ان تتراجع عن قرارها من أجلهم..هكذا قالت وفي اليوم التالي كتبت: أشعر بالمرض رد عليها: أنا دوائك حبيبتي،ليتني استطيع أن أتعب بدلا عنك.. مرة آخرى سحب بساط التعاطف وأصبح حلما للباحثات عن الحب. أغلق جهازه..وأدار جهاز التليفزيون...كانت تسعل بشدة .. قال لها اذهبي لتأخذي دوائك ،ستأتين لنا بالمرض جراء سعالك.. قبل أن تغلق جهازها،كتبت ردا عليه أنت اروع حبيب في الدنيا ثم أغلقت الجهاز.. ادركت انها اصبحت بهلوانا بإقتدار ،بهلوانا يضحك على نفسة ليحظى بالتصفيق..بهلوانا لم تعني إبتسامتة التي رسمها بالطلاء أنه حقا سعيد..
شيماء أحمد