لحظة تأمل


في الربيع الأزرق.....مصطفى صادق الرافعي..

ما أجمل الأرضَ على حاشية الأزرقَيْن البحر والسماء؛ يكاد الجالسُ هنا يظنُّ نفسَه مرسوماً في صورة إلهية.
نظرتُ إلى هذا البحر العظيم بعينَيْ طفل يتخيل أنَّ البحرَ قد مُلئ بالأمس، وأن السماء كانت إناءً له، فانكفأَ الإناء فاندفق البحر، وتَسرَّحتُ مع هذا الخيال الطفليّ الصغير فكأنما نالني رَشاشٌ من الإناء...
إننا لن ندركَ روعةَ الجمال في الطبيعة إلا إذا كانت النفسُ قريبةً من طفولتها، ومرَح الطفولةِ، ولَعبها، وهَذَيانها.

تبدو لك السماء على البحر أعظمَ مما هي، كما لو كنتَ تنظُر إليها من سماءٍ أخرى لا من الأرض.
إذا أنا سافرتُ فجئتُ إلى البحر، أو نزلتُ بالصحراء، أو حللتُ بالجبل، شعرتُ أول وهلةٍ من دهشة السرور بما كنت أشعرُ بمثله لو أن الجبلَ أو الصحراء أو البحرَ قد سافرتْ هي وجاءت إليّ.
في جمال النفس يكون كلُّ شيء جميلا، إذ تُلقي النفسُ عليه من ألوانها، فتنقلب الدارُ الصغيرةُ قصراً لأنها في سَعة النفس لا في مساحتها هي، وتَعرفُ لنور النهار عذوبةً كعذوبة الماء على الظمإ، ويظهر الليلُ كأنه معرضُ جواهرَ أقيم للحور العين في السماوات، ويبدو الفجرُ بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنةٌ سابحةٌ في الهواء.
في جمال النفس ترى الجمالَ ضرورةً من ضرورات الخليقة؛ وَيْ كأنَّ الله أمرَ العالَم ألا يعبس للقلب المبتسم.

أيامُ المصْيف هي الأيامُ التي ينطلق فيها الإنسانُ الطبيعيُّ المحبوسُ في الإنسان؛ فيرتدُّ إلى دهره الأول، دهر الغابات والبحار والجبال.
إن لم تكن أيامُ المصيف بمثل هذا المعنى، لم يكن فيها معنىً.

ليست اللذةُ في الراحة ولا الفراغ، ولكنّها في التعب والكَدْح والمشقة حين تتحول أياماً إلى راحةٍ وفراغ.
لا تتمُّ فائدةُ الانتقال من بلد إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفسُ من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهَمُّ فأنت مقيمٌ لم تَبرحْ.
الحياة في المصْيف تُثبت للإنسان أنها إنما تكونُ حيث لا يُحفلُ بها كثيرا.
يشعر المرء في المُدُن أنه بين آثار الإنسان وأعماله، فهو في رُوح العَناء والكدح والنزاع؛ أما في الطبيعة فيُحِسُّ أنه بين الجمال والعجائب الإلهية، فهو هنا في رُوح اللذة والسرور والجلال.
إذا كنتَ في أيام الطبيعة فاجعل فكرك خالياً وفرّغهُ للنَّبْت والشجر، والحجَر والمَدَر، والطير والحيوان، والزهر والعُشْب، والماء والسماء، ونور النهار، وظلام الليل، حينئذٍ يفتحُ العالَم بابَه ويقول: ادخل..
لُطْفُ الجمال صورةٌ أخرى من عَظمة الجمال؛ عرفتُ ذلك حينما أبصرتُ قطرةً من الماء في غصن، فخيّل إليَّ أنَّ لها عظمَة البحر لو صَغُر فعُلّق على ورقة.
أليس عجيبا أن كلَّ إنسان يرى في الأرض بعض الأمكنة كأنها أمكنة للروح خاصة؛ فهل يدلُّ هذا على شيءٍ إلا أن خيالَ الجنة منذ آدم وحوّاء، لا يزال يعملُ في النفس الإنسانية؟
الحياة في المدينة كشُرب الماء في كُوب من الخَزَف؛ والحياةُ في الطبيعة كشرب الماء في كُوب من البَلُّور الساطع؛ ذاك يحتوي الماء وهذا يحتويه ويُبدي جمالَه للعين.
واأسفاهُ، هذه هي الحقيقة: إن دقَّةَ الفهم للحياة تُفسدها على صاحبها كدقة الفهم للحب، وإنَّ العقلَ الصغيرَ في فهمه للحب والحياة، هو العقلُ الكاملُ في التذاذه بهما. واأسفاه، هذه هي الحقيقة!
في هذه الأيام الطبيعية التي يجعلها المصْيفُ أيام سرور ونسيان، يشعرُ كلُّ إنسانٍ أنه يستطيع أن يقول للدنيا كلمة هَزْلٍ ودَعابة...
تقوم دنيا الرزق بما تحتاجُه الحياة، أما دنيا المصْيف فقائمة بما تلذُّه الحياة، وهذا هو الذي يغيّر الطبيعةَ ويجعلُ الجوَّ نفسَه هناك جوَّ مائدة ظُرفاء وظريفات...
تعمل أيام المصْيفِ بعد انقضائها عملا كبيرا، هو إدخالُ بعضِ الشّعر في حقائق الحياة.
هذه السماء فوقنا في كل مكان، غير أن العجيبَ أن أكثر الناس يرحلون إلى المصايف ليروا أشياء منها السماء...
إذا استقبلتَ العالَم بالنفس الواسعة رأيتَ حقائقَ السرور تزيد وتتسع، وحقائقَ الهموم تصغُرُ وتَضيق، وأدركت أنَّ دنياك إن ضاقتْ فأنت الضيِّقُ لا هي.
في الساعة التاسعة أذهبُ إلى عملي، وفي العاشرة أعمل كَيْت، وفي الحادية عشرةَ أعملُ كَيت وكَيت؛ وهنا في المصيف تفقدُ التاسعة وأخواتُها معانيها الزمنيَّة التي كانت تضعها الأيامُ فيها، وتستبدلُ منها المعانيَ التي تضعها فيها النفسُ الحرة.
هذه هي الطريقة التي تُصنَع بها السعادةُ أحياناً، وهي طريقةٌ لا يقدر عليها أحدٌ في الدنيا كصغار الأطفال.

إذا تلاقى الناس في مكان على حالةٍ متشابهةٍ من السرور وتَوَهُّمه والفكرة فيه، وكان هذا المكانُ مُعَدّاً بطبيعته الجميلة لنسيان الحياة ومكارِهها – فتلك هي الرواية وممثّلُوها ومَسْرَحُها، أما الموضوعُ فالسخريةُ من إنسان المدنيَّة ومدنية الإنسان.
ما أصدَق ما قالوه: إن المرئيَّ في الرائي. مرضتُ مدةً في المصيف، فانقلبت الطبيعةُ العروسُ التي كانت تتزينُ كلَّ يومٍ إلى طبيعة عجوزٍ تذهب كلَّ يومٍ إلى الطبيب..






شكرا لكم
شكرا لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
ان تشربوا كاسا على قبر الشهيده
وقصيدتي اغتيلت
وهل من امة في الارض ـ الا نحن ـ تغتال
القصيده ؟

بلقيس...
كانت اجمل الكلمات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت اطول النخلات في ارض العراق
كانت اذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها ايانل
بلقيس ياوجعي
وياوجع القصيده حين تلمسها الانامل
ياهل ترى
من بعد شعرك هل سترتفع السنابل ؟
يانينوى الخضراء
ياغجريتي الشقراء
يا امواج دجله
تلبس في الربيع بساقها
احلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
اية امة عربية
تلك التي
تغتال اصوات البلابل ؟
اين السموأل ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الاوائل ؟
فقبائل اكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسما بعينيك اللتين اليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ،ياقمري ،عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟

بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لاتضيئ علىالسواحل
سأقول في التحقيق :
إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول
وأقول :
إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتة قيلت
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان
ما بين الحدائق والمزابل
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيده
والمعطرة النقيه
سبأ تفتش عن ملكتها
فردي للجماهير التحيه
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل امجاد العصور السومريه
بلقيس ياعصفورتي الاحلى
ويا ايقونتي الاغلى
ويادمعا تناثر فوق خد المجدليه
اترى ظلمتك اذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الاعظميه
بيروت تقتل كل يوم واحد منا
وتبحث كل يوم عن ضحيه
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي ازهار شرفتنا
وفي اوراق الجرائد
والحروف الابجديه...
ها نحن يا بلقيس
ندخل مرةاخرى لعصر الجاهليه
هانحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعه والوضاعه
ندخل مرة اخرى عصور البربريه
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظيه
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضيه
هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي اهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج في اعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطرا بذاكرتي
ويا قبرا يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل اي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن اميرته المعطرة الذيول
نصغي الى الاخبار والاخبار غامضة
ولا تروي الفضول
بلقيس
مذبوحون حتى العظم
والاولاد لايدرون مايجري
ولا ادري انا ماذا اقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوي ؟
هل تاتين باسمة
وناضرة
ومشرقة كازهار الحقول ؟

بلقيس
ان زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكية
ووجهك لم يزل متنقلا
بين المرايا والستائر
حتى لفافتك التي اشعلتها
لم تنطفئ
ودخانها
مازال يرفض ان يسافر

بلقيس
مطعونون مطعونون في الاعماق
والاحداق يسكنها الذهول
بلقيس
كيف اخذت ايامي واحلامي
والغيت الحدائق والفصول

يازوجتي
وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني
قد كنت عصفوري الجميل
فكيف هربت يا بلقيس مني ؟

بلقيس
هذا موعد الشاي العراقي المعطر
والمعتق كالسلافه
فمن الذي سيوزع الاقداح ايتها الزرافه ؟

بلقيس
ان الحزن يثقلني
وبيروت التي قتلت لا تدري جريمتها
وبيروت التي عشقت
تجهل انها قتلت عشيقتها
واطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي علي
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يدك في يدي ؟

بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل اوراق الشجر ؟
وتركتنا ـ نحن الثلاثة ـ ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي ؟
وانا الذي يحتاج حبك مثل زينب او عمر

بلقيس
يا كنزا خرافيا
ويا رمحا عراقيا
وغابة خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعا
من اين جئت بكل هذا العنفوان ؟

بلقيس
تذبحني التفاصيل الصغيره في علاقتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير قصة

ولكل عقد من عـقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي
تغمرني كعادتها ، بامطار المنان
فيعرش الصوت العراقي الجميل
على الستائر
والمقاعد
والاواني
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيدة تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الارجواني

بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع الكمان
في كل ركن انت حائمة كعصفور
وعابقة كغابة بيلسان
فهناك كنت تدخنين
هناك كنت تطالعين
هناك كنت كنخلة تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليماني

بلقيس
اين زجاجة الغليون
والولاعة الزرقاء
اين سيجارة ال( كنت) التي
مافارقت شفتيك ؟
اين الهاشمي مغنيا
فوق القوام المهرجان
تتذكر الامشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الامشاط من اشواقها ايضا تعاني ؟
بلقيس : صعب ان اهاجر من دمي
وانا المحاصر فوق السنة اللهيب
وبين السنة الدخان

بلقيس : ايتها الاميرة
ها انت تحترقين في حرب العشيرة والعشيرة
ماذا ساكتب عن رحيل مليكتي ؟
ان الكلام فضيحتي
هانحن نبحث بين اكوام الضحايا
عن نجمة سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
ها نحن نسال يا حبيبه
ان كان هذا القبر قبرك انت
ام قبر العروبه
بلقيس :
يا صفصافة ارخت ضفائرها علي
ويا زرافة كبرياء

بلقيس :
ان قضاءنا العربي ان يغتالنا عرب
وياكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء ؟
فالخنجر العربي ليس يقيم فرقا
بين اعناق الرجال
وبين اعناق النساء

بلقيس :
ان هم فجروك فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن اقرأ التاريخ بعد اليوم
ان اصابعي اشتعلت
واثوابي تغطيها الدماء
ها نحن ندخل عصرنا الحجري
نرجع كل يوم الف عام للوراء

البحر في بيروت
بعدرحيل عينيك استقال
والشعر يسال عن قصيدته
التي تم تكتمل كلماتها
ولا احد يجيب عن السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتي كالبرتقال
الان اعرف مازق الكلمات
اعرف ورطة اللغة المحاله
وانا الذي اخترع الرسائل
لست ادري كيف ابتدئ الرسالة
السيف يدخل لحم خاصرتي
وخاصرة العباره
كل الحضارة انت يا بلقيس الانثى والحضاره
بلقيس انت بشارتي الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
انت الكتابة قبلما كانت كتابه
انت الجزيرة والمناره

بلقيس
يا قمري الذي طمروه مابين الحجارة
الان ترتفع الستاره
الان ترتفع الستاره
ساقول في التحقيق
اني اعرف الاسماء والاشياء والسجناء
والشهداء والفقراء والمستضعفين
واقول اني اعرف السياف قاتل زجتي
ووجوه كل المخبرين
واقول : ان عفافنا عهر
وتقوانا قذاره
واقول : ان نضالنا كذب
وان لافرق لدينا
ما بين السياسة والدعاره
ساقول في التحقيق :
اني قد عرفت القاتلين
واقول :
ان زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الانبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
ياكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والاساور والمرايا واللعب
حتى النجوم تخاف من وطني
ولا ادري السبب
حتى الكواكب والمراكب والسحب
حتى الدفاتر والكتب
وجميع اشياء الجمال
جميعها ضد العرب

لما تناثر جسمك الضوئي يا بلقيس
لؤلؤة كريمه
فكرت : هل قتل النساء هواية عربيه
ام اننا في الاصل محترفو جريمه ؟
بلقيس
يا فرسي الجميله انني
من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم ان نحروك
يا بلقيس
يا احلى وطن
لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن

لايعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن
مازلت ادفع من دمي
اعلى جزاء
كي اسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بان ابقى وحيدا
مثل اوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
وهل القصيدة طعنة
في القلب ليس لها شفاء ؟
ام انني وحدي الذي
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟

ساقول في التحقيق :
كيف غزالتي ماتت بسيف ابي لهب
كل اللصوص من الخليج الى المحيط
يدمرون ويحرقون
وبنهبون ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد ابا لهب
كل الكلاب موظفون
وياكلون
ويسكرون
على حساب ابي لهب
لاقمحة في الارض تنبت
دون راي ابي لهب
لاطفل يولد عندنا
الاوزارت امه يوما
فراش ابي لهب
لاسجن يفتح
دون راي ابي لهب
لا راس يقطع
دون راي ابي لهب

ساقول في التحقيق :
كيف اميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها

وخاتم عرسها
واقول كيف تقاسموا الشعر الذي
يجري كانهار الذهب

ساقول في التحقيق :
كيف سطوا على ايات مصحفها الشريف
واضرموا فيه اللهب
ساقول كيف استنزفوا دمها
وكبف استملكوا فمها
فما تركوا فيه وردا وما تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد
بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتي حتى الثماله
الانبياء الكاذبون
يرقصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رساله
لو انهم حملوا الينا
من فلسطين الحزينه
نجمة
او برتقاله
لو انهم حملوا الينا
من شواطئ غزة
حجرا صغيرا
او محاره
لو انهم من ربع قرن حرروا
زيتونة
او ارجعوا ليمونه
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتي حتى الثماله
لكنهم تركوا فلسطين
ليغتالوا غزاله!!!

ماذا يقول الشعر يا بلقيس
في هذا الزمان ؟

ماذا يقول الشعر
في العصر الشعوبي
المجوسي
الجبان
والعالم العربي
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمة في تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الاغاني ) ؟؟؟
اخذوك ايتها الحبيبة من يدي
اخذوا القصيدة من فمي
اخذوا الكتابة والقراءة
والطفولة الاماني

بلقيس يا بلقيس
يا دمعا ينقط فوق اهداب الكمان
علمت من قتلوك اسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصاني

بلقيس :
اسالك السماح فربما
كانت حياتك فدية لحياتي
اني لاعرف جيدا
ان الذين تورطوا في قتلك ، كان مرادهم
ان يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله ايتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والانوثة مستحيله
ستظل اجيال من الاطفال
تسال عن ضفائرك الطويله
وتظل اجيال من العشاق
تقرا عنك ايتها المعلمة الاصيلة
وسيعرف الاعراب يوما
انهم قتلوا الرسول
ق ت ل و ا
ا ل ر س و ل ه



                                                                مصطفى صادق الرافعي..

قلت لنفسي: ويحك يا نفس! ما لي أتحامل عليك؛ فإذا وفيت بما في وسعك أردت منك ما فوقه وكلفتك أن تسعي؛ فلا أزال أعنتك من بعد كمال فيما هو أكمل منه، وبعد الحسن فيما هو الأحسن؛ وما أنفك أجهدك كلما راجعك النشاط، وأضنيك كلما ثابت القوة؛ فإن تكن لك هموم فأنا أكبرها، وإذا ساورتك الأحزان فأكثرها مما أجلب عليك.
أنت يا نفس سائرة على النهج، وأنا أتعسف بك أريد الطيران لا السير، وأبتغي عمل الأعمار في عمر، وأستحثك من كل هجعة راحة بفجر تعب جديد، وكأني لك زمن يماد بعضه بعضا، فما يبرح ينبثق عليك من ظلام بنور ومن نور بظلام؛ ليهيئ لك القوة التي تمتد بك في التاريخ، من بعد، فتذهبين حين تذهبين ويعيش قلبك في العالم ساريا بكلمات أفراحه وأحزانه.
وقالت لي النفس: أما أنا فإني معك دأبا كالحبيبة الوفية لمن تحبه؛ ترى خضوعها أحيانا هو أحسن المقاومة؛ وأما أنت فإذا لم تكن تتعب ولا تزال تتعب فكيف تريني أنك تتقدم ولا تزال تتقدم؟
ليست دنياك يا صاحبي ما تجده من غيرك، بل ما توجده بنفسك؛ فإن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدًا على الدنيا؛ وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فقد وجدتها وما وجدتك؛ وفي نفسك أول حدود دنياك وآخر حدودها. وقد تكون دنيا بعض الناس حانوتًا صغيرًا، ودنيا الآخر كالقرية الململمة. ودنيا بعضهم كالمدينة الكبيرة؛ أما دنيا العظيم فقارة بأكملها، وإذا انفرد امتد في الدنيا فكان هو الدنيا.
والقوة يا صاحبي تغتذي بالتعب والمعاناة؛ فما عانيته اليوم حركة من جسمك، ألفيته غدًا في جسمك قوة من قوى اللحم والدم. وساعة الراحة بعد أيام من التعب، هي في لذتها كأيام من الراحة بعد تعب ساعة. وما أشبه الحي في هذه الدنيا ووشك وانقطاعه منها، بمن خلق ليعيش ثلاثة أيام معدودة عليه ساعتها ودقائقها وثوانيها؛ أفتراه يغفل فيقدرها ثلاثة أعوام، ويذهب يسرف فيها ضروبا من لهوه ولعبه ومجونه، إلا إذا كان أحمق أحمق إلى نهاية الحمق؟
اتعب تعبك يا صاحبي، ففي الناس تعب مخلوق من عمله، فهو لين هين مسوى تسوية؛ وفيهم تعب خالق عمله، فهو جبار متمرد له القهر والغلبة، وأنت إنما تكد لتسمو بروحك إلى هموم الحقيقة العالية، وتسمو بجسمك إلى مشقات الروح العظيمة؛ فذلك يا صاحبي ليس تعبا في حفر الأرض، ولكنه تعب في حفر الكنز.
اتعب يا صاحبي تعبك؛ فإن عناء الروح هو عمرها؛ فأعمالك عمرك الروحاني، كعمر الجسم للجسم؛ وأحد هذين عمر ما يعيش، والآخر عمر ما سيعيش.
قلت لنفسي: فقد مللت أشياء وتبرمت بأشياء. وإن عمل التغيير في الدنيا لهو هدم لها كلما بنيت، ثم بناؤها كلما هدمت؛ فما من شيء إلا هو قائم في الساعة الواحدة بصورتين معا؛ وكم من صديق خلطته بالنفس يذهب فيها ذهاب الماء في الماء، حتى إذا مر يوم، أو عهد كاليوم, رأيت في مكانه إنسانًا خياليا كمسألة من مسائل النحاة فيها قولان…! فهو يحتمل في وقت واحد تأويل ما أظن به من خير، وما أتوقع به من شر! وكم من اسم جميل إذا هجس في خاطري قلت: آه، هذا الذي كان…!
أما – والله – إن ثياب الناس لتجعلهم أكثر تشابها في رأي النفس، مما تجعلهم وجوههم التي لا تختلف في رأي العين, وإني لأرى العالم أحيانا كالقطار السريع منطلقا بركبه وليس في من يقوده، وأرى الغفلة المفرطة قد بلغت من هذا الناس مبلغ من يظن أنه حي في الحياة كالموظف تحت التجربة، فإذا قضى المدة قيل له: ابدأ من الآن. كأنه إذا عاش يتعلم الخير والشر، ويدرك ما يصلح وما لا يصلح، وانتهى من عمره إلى النهاية المحدودة رجع من بعدها يعيش منتظما على استواء واستقامة، وفي إدراك وتمييز. مع أن الخرافة نفسها لم تقبل قط أن يعد منها في أوهام الحياة أن رجلا بلغ الثمانين أو التسعين وحان أجله فأصبحوا لم يجدوه ميتا في فراشه؛ بل وجدوه مولودًا في فراشه…!
وقالت لي النفس: وأنت ما شأنك بالناس والعالم؟ يا هذا ليس لمصباح الطريق أن يقول: “إن الطريق مظلم” إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول: “ها أنذا مضيء”.
والحكيم لا يضجر ولا يضيق ولا يتململ، كما أنه لا يسخف ولا يطيش ولا يسترسل في كذب الوهم؛ فإن هذا كله أثر الحياة البهيمية في هذه البهيمة الإنسانية، لا أثر الروح القوية في إنسانها، والحيوان هو الذي يجوع ويشبع لا النفس, وبين كل شيئين مما يعتور الحيوانية -كالخلو والامتلاء، واللذة والألم- تعمل قوى الحيوان أشياءها الكثيرة التي تتسلط بها على النفس، لتحطها من مرتبة إلى أن تجعلها كنفوس الحيوان؛ ولهذا كان أول الحكمة ضبط الأدوات الحيوانية في الجسم، كما توضع اليد العالمة على مفاتيح القطار المنطلق يستعر مرجله ويغلي.
إعمل يا صاحبي عملك؛ فإذا رأيت في العاملين من يضجر فلا تضجر مثله، بل خذ اطمئنانه إلى اطمئنانك، ودعه يخلو وتضاعف أنت.
إنه ليوشك أن يكون في الناس “كالبنوك”؛ هذه مستودعات للمال تحفظه وتخرج منه وتثمره، وتلك مستودعات للفضائل تحفظها وتخرج منها وتزيدها، إفلاس رجل من أهل المال، هو إطلاق النكبة مسدسها على رجل تقتله؛ ولكن إفلاس “بنك” هو إطلاق النكبة مدفعها الكبير على مدينة تدمرها.
قلت لنفسي: فما أشد الألم في تحويل هذا الجسد إلى شبه روح مع الروح! تلك هي المعجزة التي لا توجد في غير الأنبياء، ولكن العمل لها يجعلها كأنها موجودة. والأسد المحبوس محبوسة فيه قوته وطباعه؛ فإن زال الوجود الحديدي من حوله أو وهنت ناحية منه، انطلق الوحش، والرجل الفاضل فاضل ما دام في قفصه الفكري, وهو ما دام في هذا القفص فعليه أن يكون دائما نموذجا معروضا للتنقيح الممكن في النفس الإنسانية؛ تصيبه السيئة من الناس لتختبر فيه الحسنة، وتبلوه الخيانة لتجد الوفاء، ويكرهه البغض ليقابله بالحب وتأتيه اللعنة لتجد المغفرة؛ وله قلب لا يتعب فيبلغ منزلة إلا التعب ليبلغ منزلة أعلى منها، وله فكر كلما جهد فأدرك حقيقة كانت الحقيقة أن يجهد فيدرك غيرها.
وقالت لي النفس: إن من فاق الناس بنفسه الكبيرة كانت عظمته في أن يفوق نفسه الكبيرة؛ إن الشيء النهائي لا يوجد إلا في الصغائر والشر، أما الخير والكمال وعظائم النفس والجمال الأسنى، فهذه حقائق أزلية وجدت لنفسها؛ كالهواء يتنفسه كل الأحياء على هذه الأرض ولا ينتهي، ولا يعرف أين ينتهي؛ وكما ينبعث النور من الشمس والكواكب إلى هذه الأرض يشبه أن تكون تلك الصفات منبعثة إلى النفوس من أنوار الملائكة، وبهذا كان أكبر الناس حظا منهم هم الأنبياء المتصلين بتلك الأنوار.
ومن رحمة الله أن جعل في كل النفوس الإنسانية أصلا صغيرًا يجمع فكرة الخير والكمال وعظائم النفس والجمال الأسنى، وقد تعظم فيه هذه الصفات كلها أو بعضها، وقد تصغر فيه بعضها أو كلها: ألا وهو الحب.
لا بد أن تمر كل حياة إنسانية في نوع من أنواع الحب، من رقة النفس ورحمته، إلى هوى النفس وعشقها.
وإذا بلغ الحب أن يكون عشقا، وضع يده على المفاتيح العصبية للنفس، وفتح للعظائم والمعجزات أبوابها؛ حتى أنه ليجعل الخرافة الفارغة معجزة دقيقة ويملأ الحياة بمعان لم تكن فيها من قبل، ويصبح سر هذا الحب لا ينتهي؛ إذ هو سر لا يدرك ولا يعرف.
اجهد جهدك يا صاحبي، فما هو قفصك الفكري ذلك الشعاع الذي يحبسك، ولكنه صقل النفس لتتلقى الأنوار، ولا بد للمرآة من ظاهر غير ظاهر الحجر لتكون به مرآة.
قلت لنفسي: فما أشده مضضا أعانيه! إن أمري ليذهب فرطًاً ؛ أكلما ابتغيت من الحياة مرحا أطرب له وأهتز، جاءتني الحياة بفكرة أستكد فيها وأدأب؟ أهذا السرور الذي لا يزال يقع بين الناس هو الذي لا يكاد يقع لي؟ وهل أنا شجرة في مغرسها: تنمو صاعدة بفروعها، ونازلة بجذورها, غير أنها لا تبرح مكانها؟ أو أن تمثال على قاعدته: لا يتزحزح عنها إلا ساعة لا يكون تمثالا، ولا يدعها حتى تدعه معاني العظمة التي نصب لها؟
قالت لي النفس: ويحك! لا تطلب في كونك الصغير ما ليس فيه؛ إن الناس لو ارتفعوا إلى السماء وتقلبوا فيها كما يسيح أهل قارة من الأرض في قارة غيرها، وابتغوا أن يحملوا معهم مما هناك تذكارًا صغيرًا إلى الأرض, لوجدوا أصغر ما هنالك أكبر من الأرض كلها؛ فأنت سائح في سماوات.
أنت كالنائم: له أن يرى وليس له أن يأخذ شيئا مما يرى إلا وصفة، وحكمته، والسرور بما التذ منه، والألم بما توجع له.
لن تكون في الأرض شجرة برجلين تذهب هنا وهناك، ولكن الشجرة ترسل أثمارها يتناقلها الناس، وهي تبدع الثمار إبداع المؤلف العبقري ما يؤلفه بأشد الكد وأعظم الجهد، مطلقة ضميرها في الفكرة الصغيرة، تعقدها شيئا شيئا، ثم تعود عليها بالزيادة، ولا تزال كل وقت تعود عليها حتى تستفرغ أقصى القوة؛ ثم يكون سرورها في أن تهب فائدتها، لأنها لذلك وجدت.
إن في الشجرة طبيعية صادقة لا شهوة مكذوبة؛ فالحياة فيها على حقيقتها، وأكثر ما تكون الحياة في الإنسان على مجازها؛ وشرط المجاز الخيال والمبالغة والتلوين؛ ولكن متى اختار الله رجلا فأقر فيه سرا من أسرار الطبيعة الصادقة، ووهب له العاطفة القادرة التي تصنع ثمارها -فقد غرسه شجرة في منبتها لا مفر ولا مندوحة، وقد يخيل له ضعف طبيعته البشرية أحيانا أن نضرة المجد التي تعلوه وتتألق كشعاع الكوكب، هي تعبه وضجره، أو أثر انخذاله وألمه ومسكنته؛ وهذا من شقاء العقل؛ فإنه دائما يضيف شيئا إلى شيء, ويخلط معنى بمعنى، ولا يترك حقيقة على ما هي؛ كأن فيه ما في الطفل من غريزة التقليد؛ والعقل لا يرى أمامه إلا الإلهية، فهو يقلدها في مداخلة الأشياء بعضها في بعض، لإيجاد الأسرار بعضها من بعض.
ومن ثم كانت الحقيقة الصريحة الثابتة مدعاة للملل العقلي في الإنسان، لا يكاد يقيم عليها أو يتقيد بها، فما نال شيئا إلا ليطمع في غيره، وما فاز بلذة إلا ليزهد فيها، وأجل ما أحبه الإنسان أن يناله، فإذا ناله وقع فيه معنى موته، وبدأ في النفس عمرا آخر من حالة أخرى، أو مات لم يبدأ؛ فلا بد لهذا الإنسان مع كل صواب من جزء من الخطأ، فإن هو لم يجد خطأ في شيء ائتفك لنفسه (كذب و اختراع؛ و منه حديث الإفك) الخطأ المضحك في شبه رواية خيالية.
إنه لشعر سخيف بالغ السخافة أن يتخيل الغريق مفكرًا في صيد سمكة رآها… ولكن هذا من أبلغ البلاغة عند العقل الذي يبحث عن وهم يضيفه إلى هذه الحقيقة ليضحك منها، كما يبحث لنفسه أحيانا في أجمل حقائق اللذة عن ألم يتألم به ليعبس فيه!
قلت لنفسي: فهل ينبغي لي أن أحرق دمي لأني أفكر, وهل أظل دائما بهذا التفكير كالذي ينظر في وجه حسناء بمنظار مكبر؛ لا يريه ذلك الوجه المعشوق إلا ثقوبا وتخريما كأنه خشبة نزعت منها مسامير غليظة…! فلا يجد المسكين هذه الحقيقة إلا ليفقد ذلك لجمال؟ وهل بد من الشبه بين بعض الناس وبين ما ارتصد له من عمل يحيا به؛ فلا يكون الحوذي حوذيا إلا لشبه بين نفسه وبين الخيل والبغال والحمير؟
وقالت لي النفس: إن فأس الحطاب لا تكون من أداة الطبيب؛ فخذ لكل شيء أداته، وكن جاهلا أحيانا، ولكن مثل الجهل الذي يصنع لوجه الطفل بشاشته الدائمة، فهذا الجهل هو أكبر علم الشعور الدقيق المرهف، ولولاه لهلك الأنبياء والحكماء والشعراء غما وكمدا، ولكانوا في هذا الوجود، على هذه الأرض، بين هذه الحقائق, كالذي قيد وحبس في رهج تثيره القدم والخف والحافر, لا يتنفس إلا الغبار يثار من حوله إلى أن يقضى عليه.
اجهل جهلك يا صاحبي في هذه الشهوات الخسيسة؛ فإنها العلم الخبيث الذي يفسد الروح، واعرف كيف تقول لروحك الطفلة في ملائكيتها حين تساورك الشهوات, هذا ليس لي؛ هذا لا ينبغي لي.
إن الروح الكبيرة هي في حقيقتها الطفل الملائكي.
وعلم خسائس الحياة يجعل للإنسان في كل خسيسة نفسا تتعلق بها، فيكون المسكين بين نفسين وثلاث وأربع، إلى ثلاثين وأربعين كلهن يتنازعنه، فيضيع بهذه الكثرة, ويصبح بعضه بلاء على بعض، وتشغله الفضول، فيعود لها كالمزبلة لما ألقي فيها، ويمحق في نفسه الطبيعية حس الفرح بجمال الطبيعة، كما يمحق في المزبلة معنى النظافة ومعنى الحس بها.
هذه الأنفس الخيالية في هذا الإنسان المنكود، هي الأرواح التي ينفخها في مصائبه، فتجعلها مصائب حية تعيش في وجوده وتعمل فيه أعمالها، ولولاها لماتت في نفسه مطامع كثيرة، فماتت له مصائب كثيرة.
انظر بالروح الشاعرة، تر الكون كله في سمائه وأرضه انسجاما واحدا ليس فيه إلا الجمال والسحر وفتنة الطرب، وانظر بالعقل العالم, فلن ترى في الكون كله إلا مواد علم الطبيعة والكيمياء.
ومدى الروح جمال الكون كله؛ ومدى العقل قطعة من حجر، أو عظمة من حيوان، أو نسيجة من نبات، أو فلذة من معدن، وما أشبهها.
اجهل جهلك يا صاحبي؛ ففي كل حسن غزل بشرط ألا تكون العاشق الطامع، وإلا أصبت في كل حسن هما ومشغلة!
قلت لنفسي: إلى الآن لم أقل لك ذلك المعنى الذي كتمته عنك.
وقالت لي النفس: وإلى الآن لم أقل لك إلا جواب ذلك الذي كتمته عني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق