الأحد، 23 مايو 2010

أنا اللوحة


دقات عقارب الساعة تدق في أذني كوقع خطوات ثقيلة توخز جفني بقسوه وترفعهما الى الأعلى لأحدق في سقف الحجرة بعينان جاحظتان أصابهما الاعياء من تكرار محاولاتي الفاشلة في الخلود الى النوم لا بد أن أنام جيدا قبل موعد الغد … اضجعت على جنبي ربما أستطيع النوم…. لوحاتي على الحائط تغرقني في الأفكار والذكريات…………. أذكر يوم أشتريت تلك اللوحة كنت عائدة من الكلية الى المنزل مع احدى صديقاتي وعلى بعد خطوات من بوابة الكليه لمحتها بطرف عيني فعدت خطوتين الى الوراء وتسمرت امامها ……. نظرت الى وجه الفتاه في اللوحه وقد احاطته الغيوم والأشجار التي تساقطت أوراقها وفي أسفلها تعدو الخيول في وسط الرياح…..لا أعلم لماذا أنجذبت اليها هكذا وشعرت كأنها جزء من روحي
سألت عن ثمنها ولم يكن معي مايكفي من نقود………….
تحركت بخطى متثاقلة خطوتين الى الأمام وما أن فعلت حتى شعرت كأني أم على وشك ان تترك طفلها ملقى على الرصيف ………..لم احتمل أن لا تكون اللوحة لي واقترضت المبلغ من صديقتي…
وهاهي اللوحة تزين حائط غرفتي عندما سألتني أمي ماالذي أعجبك فيها أخذت أفكروأفكر…وأفكر .. ثم قلت لها :أعجبت بصورتي.. فضحكت فوجه فتاة اللوحة لا يشبهني في كل الأحوال ……………………..ولكن أنا اللوحة …!
كنت اعلم أني هي وها أنا مرتبطة بميعاد قد يجعلني أنفض الغيوم لتورق الأشجار وأسابق الخيول …..ولكني عاجزة عن النوم.. لن أكون بأفضل حال عند قدوم الميعاد
يجب أن أكون على قدر عال من اليقظه لن تكون الأسئلة سهله فهو يتحلى بكثير من الثقافة والوعي
لا اريد ان يؤثر النوم في صفاء ذهني …لا بد ان ارتب افكاري كي لا أبدو أمامه كفتاه سطحيه مدعيه
نور الفجر يتسلل عبر نافذة غرفتي ……..أحب نسيم الفجر
فتحت النافذة لأملئ صدري منه …………….وتعلقت عيني بصفحة النيل الممتدة أمامي ومن خلفها المزارع الخضراء التي بدأت يد القبح تعبث بها بغابات أسمنتيه متراصة تؤلم العين وتسرق من النيل بعض سحره…
بماذا أفكر ؟!!!!!………..الأن لا بد أن أنام لموعد الغد
الغد! …لقد صرنا في الغد
سأريح جسدي على السرير لقليل من الوقت قبل ميعادي ………….يغالبني النعاس………
صوت المنبه يزعجني …رفعت يدي وأغلقته…….. لا مزيد من الرنين
أمي تنادي :ميعادك
لن أذهب للميعاد….لا أستطيع…..لم أتمكن من النوم طوال الليل ……..سأنام………
وأطبقت عيني وفيهما تنعكس لوحتي ………..نمت وغرقت في الغيوم وحلمت بأشجار بلا أوراق…….ولم أذهب لميعادي وسبقتني كل الخيول….
شيماء أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق