الخميس، 19 نوفمبر 2015

أنتن كبش فداء للتخلف

ما معنى أن تكوني أنثى في مجتمع ذكوري من الدرجة الأولى ،حتى أن نسبة لا يستهان بها من إناثه قررت أن تنصب الرجل على عرش عقلها وان تنصفه ظالما ومظلوما،كيف لا فهو رجل! ...رجل يعني" ظل حيطه" ..ماذا لو كانت" حيطه مايله" ...الميل في تلك الحاله ينصب له من يدافع عنه بإستماته ويحوله زورا لإستقامة،فالميل انتن ،هكذا تقذفن فأنتن من ضلع أعوج،"وأكسر للبنت ضلع يطلعلها ٢٤" ..
أنتن رهن مجتمع مريض يرى فيكم عورة ولا يرى العقل"فأنتن ناقصات عقل" ولا يعبأ بمشاعركن فهي غير مرئية هو لا يلقي بالا لما لا يرى..
مجتمع يحاسب التي تتعرض للعنف الجسدي واللفظي ويوصمها بإنعدام الأخلاق لأنها لم ترتدي ما يكفي لردع شخص مريض أخلاقيا،وكأن المريض سيرتدع مهما فعلت،وكأن المشكلة في الزي وليس في العقل،وبعقد مقارنة بسيطة بين ما ترتديه إحداكن اليوم وما كانت ترتديه امهاتكن في نفس العمر دون ان تتهم بإنعدام الأخلاق ودون ان تكون عرضه لإنتهاك من اي نوع لأدركنا اننا نتأخر لا نتقدم،ننحدر ولا نسمو..
ولا أنتظر هنا إلقاء محاضرات دينيه حول ما يجب ان ترتديه المرأة..
بل انتظر ان تتذكروا ان الدين امر بغض البصر،ومراعاة الحرمات..
الدين جوهر قبل ان يكون مظهر،فلا تحدثني عن الفضيلة وانت لا تتحلى بأخلاق ..
لو عملنا على الجوهر ما إضطرت الأنثى ان تتخلى عن أنوثتها لتواجه المجتمع المريض بعقله الذي يرفل مسلمات عفنة اراد ان يخلق بها قانونا يحني رقابكن ،فخلق لقب عانس،لتشعري بالنقص حين لا يكون لكي نصيب في ان تلتقي بمن يستحق قلبك وعقلك في وقت مبكر مع العلم انه كلما تأخرتي في الإختيار كان أختيارك أصح،فكلما كنت اكثر نضجا كلما كنتي اكثر قدرة على مواجهة الحياة ،كلما كنتي اقدر على الإختيار السليم واقدر على تحمل مسؤولية اسرة،
ان إرتفاع معدلات الطلاق في الآونه الأخيرة خير دليل على أننا ننهج منهجا خاطئا..
ونأتي لكن حين يمنحكن القدر لقب مطلقة،فأنتن الآن اللاتي ينظر لكن المجتمع بطرف عينيه ،واللاتي تمصمص النساء شفتيها لحالكن،أنتن مطمع للمرضى عقليا الذين يحسبون ان المطلقة امرأة سهلة المنال،أنتن في مرمى نيران كل انثى تملك رجل وتعتقد أن "ديك البرابر" مطمع لكن،أنتن تحت الوصاية فأنتن الأن بلا رجل..وكأن الرجل اي رجل حتى لو لم يتحلى من معاني الرجولة الا بالإسم فقط،هو صك الأمان..منطق مغلوط لأفكار مجتمعية باليه لا مكان لها الا في صناديق القمامة..كونك مطلقة لا يجعل منك مخلوق ناقص تحت رحمة المجتمع بل يعني انك أدركتي ان الشخص الذي تشاركيه الحياة هو الشخص الخاطئ وان الإستمرار في الحياة معه يستنزفك ربما جسديا وربما نفسيا وربما الأثنين معا فلك كل الحق ان تنقذي ما تبقى من حياتك،لا يمكن لأحد كائنا من كان ان يحاسب إنسانة قررت ان تستخدم حقها الذي يكفله الشرع والقانون لتربأ بنفسها عن الإستمرار في الحياة مع شخص لا يمثل لها لا الآمان ولا الحب ولا السعادة لمجرد ان تحمل في البطاقة خانة مكتوب فيها متزوجة،بدلا من ورقة تحمل لها وصف مطلقة وكأنها سبة...
السبة الحقيقية في عقل المجتمع الذي يراها كذلك..
المحزن حقا ان بعض ما نعانية هو نتيجة لفعل بعض بنات جنسنا،جيل من الآمهات ربى جيلا مشوها وأقول البعض حتى لا أظلم الكل ولا تكون الصورة قاتمة..
جيل ربى على شاكلة" صاحب بنات يا حبيبي زي ما انت عايز وحب زي ما انت عايز لكن تخير الزوجة..وكأن تلك التي هي صديقتة وحبيبته مجرد تسلية حاجه كدا زي اللب"
كيف يمكن لمثل هذا ان يحترم المرأة
وقد وصفتها امرأة أخرى وهي والدته بأنها تسالي..
جيل ربي" شوف العروسة دي لو مش عجباك البنات على قفا من يشيل"
وكأننا بصدد عرض جواري بسوق النخاسة
كيف لمثل هذا ان يقدر المرأة وينظر لها بإحترام..
لا تكوني كبش فداء للتخلف،كوني نفسك لا تفعلي مالا يعبر عن شخصك فقط لترضي المجتمع ..
لا تتسرعي في اتخاذ قرار الإرتباط خوفا من لقب عانس فهو لقب لا معنى له الا في العقول المريضة التي تريد ان تجعل الزواج هدف حياتك وانتي اكبر من هذا..
لا تستمري في علاقة فاشلة ايضا خوفا من سيقول الناس ..فالناس في كل الأحوال لن تكف عن القول ..وبإحترامك لنفسك سترغمي الجميع على إحترامك..
ولكل أنثى تحمل في عقلها رجل ،تذكري ان الأدوار تتبدل فلا تكوني غبية تردد تراهات بالية وتجعل منها عصابة فوق عينيها ..
ولكل ام تربي ولدا ،أحسني التربية وعلميه،ان المرأة كائن كامل عاقل جدير بالإحترام فهي امة وأختة وصديقتة وحبيبتة وزوجتة..
أنتن غاليات فلا تخضعن،أنتن غاليات فلا تقبلن الرضوخ لا تكن كبش فداء للتخلف..

                                                                                                    شيماء أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق