السبت، 5 مارس 2016

أنهم يفسدون أرواحنا

منذ فترة وعلى أثر مشكلة إحدى نواب مجلس الشعب التي شغلت الرأي العام في الآونه الأخيرة ،قرأت لإحدى الصديقات تشبية مؤثر وقوي وأقرب للحقيقة،قالت في كل الأفلام القديمة كان يوجد مجذوب في الحارة ،في القرية،في المدينة،وهذا النائب مجذوب حارتنا الجديد..
توقفت كثيرا أمام التشبية في البداية إبتسمت ،وبعد تفكير إنزعجت لصدق تشبيهها الذي يعني أننا نحيا كارثة
كان مجذوب حارتنا قديما يجري الأطفال من خلفه وينعتوه بالجنون ،أم الآن مجذوب حارتنا يحظى بقاعدة جماهيرية رأت أنه يستحق أن يمثلها...فأي كارثة نعيشها اليوم..
أي مؤامرة تلك التي حيكت ضد العقول لتغيبها بهذا الشكل،لن أقول الجهل فللأسف شريحة من حملة الشهادات المتوسطة والعليا كانوا يستمعون لمجذوب حاراتنا ويرددون ما يقول..
لأننا نحيا في زمن" سمعت وقالك" ثقافة سمعية ،ثقافة وسائل التواصل الإجتماعي..صرنا نستبق المشاركة قبل أن نفكر حتى في مدى صحة ما نقرأ.هكذا تعطلت عقولنا..
حين أصبحت معايير النجاح الإعلامي للبرامج تقاس بمداخلات تخرج عن النص نسمع بها السباب والنباح الذي لا يضيف لنا ولا يصل بنا لمعلومة وإنما يستهلكنا ويشحننا بالطاقة السلبية،
حين أطلق على ترتيب النكات المستهلكة في نص إستهلاكي ردئ مسرح..
كيف سيكون حال نشئ يرى أن هذا المسخ المسرحي مسرح
حين أصبح الضجيج الخالي من الصوت واللحن والكلمة..أغنية...عفوا مهرجان.،.يتراقص عليها الأطفال في الحفلات المدرسية،فإي أرواح نعد للمستقبل..لطالما رددنا الفن غذاء الروح فأي سموم تلك التي تبث في أرواحنا..نحن بحاجة إلى صحوه إعلامية وفنية تتحلى بالمسؤولية والوعي..الجمهور"مش عاوز كدا"ولكن حين يكون القبح هو المعتاد يصبح الجمال غريبا،فأرحموا أرواحنا من القبح ولا تخلقوا جيلا من الأرواح الممسوخة ،الفن والإعلام..مسؤولية قبل أن يكون سبوبة

                                        
                                                        شيماء أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق